في هذه الآية يوضح ربنا تبارك وتعالى أنه غني عن الولد لأن الذي يحتاج إلى الولد هو الضعيف الذي يحتاج إلى عون من ذلك الولد، وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا؛ لأنه سبحانه وتعالى له ما في السماوات وما في الأرض، والذي يملك هذا ويدبر أمره لا يحتاج إلى إعانة الولد، ولا إلى مناصرة أحد . {إن عندكم من سلطان بهذا} إن من يدعي هذا الدعاء ليس لديه أي دليل يستدل به على ما يزعمه من الكذب والبهتان . ثم تختم الآية بهذا الإنكار والوعيد لمن قال هذا القول، ومن اعتقد هذا الاعتقاد: {أتقولون على اللّه ما لا تعلمون}؟ فالعقيدة الإسلامية عقيدة سهلة ميسرة لا غموض فيها ولا التباس ولا جدال، الله وحده هو الخالق وهو الرازق وهو المحيي وهو المميت وهو المنزه عن الصاحبة والولد، سبحانه
عن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إذا دخل أهل الجنة الجنه نادى مناد: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يبيض وجوهنا، ويثقل موازيننا ويدخلنا الجنة، ويجرنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب ، فينظرون إليه ، فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه. رواه مسلم.
إن أفضل نعيم الآخرة وأجله وأعلاه على الإطلاق هو النظر إلى وجه الرب عز وجل ، وسماع خطابه. وفي هذا الحديث يبين عليه الصلاة والسلام أن المؤمنين مع كمال تنعيمهم بما أعطاهم ربهم في الجنة ، لم يعطهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه ، وإنما كان ذلك أحب إليهم لأن ما يحصل لهم به من اللذة والنعيم والفرح والسرور وقرة العين ، فوق ما يحصل لهم من التمتع بالأكل والشرب والحور العين
، ولا نسبة بين اللذتين والنعيمين البتة. ولهذا قال سبحانه وتعالى في حق الكفار: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون * ثم إنهم لصالوا الجحيم}
فجمع عليهم نوعي العذاب : عذاب النار ، وعذاب الحجاب عنه سبحانه ، كما جمع لأوليائه نوعي النعيم : نعيم التمتع بما في الجنة ، ونعيم التمتع برؤيته ، وذكر سبحانه هذا الأنواع الأربعة فقال في حق الأبرار : {إن الأبرار لفي نعيم * على الأرائك ينظرون}
ولقد هضم معنى الآية من قال : ينظرون إلى أعدائهم يعذبون ، أو ينظرون إلى قصورهم وبساتينهم ، أو ينظر بعضهم إلى بعض ، وكل هذا عدول عن المقصود إلى غيره ، وإنما المعنى ينظرون إلى وجه ربهم ، ضد حال الكفار الذين هم عن ربهم لمحجوبون {ثم إنهم لصالوا الجحيم}. فاللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم.
₪
أتمنى فيــﮱ الختآمــﮱ أنــﮱ يكونــﮱ الموضوعــﮱ قد نآــﮱل إعجآبكمــﮱ